ابلغ ما قرأت هذا الاسبوع:
لسانك لا تذكر به عورة امرئفكلك عورات وللناس أعين.
وابلغ ما سمعت:
خرج رجل بسيارته الي مكان بعيد وصف السيارة وخرج للتريض وغاب فترة ثم عاد الي سيارته.
ودهش حين وجد رسالة مكتوبة لاصقة بزجاج السيارة الامامي. فما كان منه الا ان فض الرسالة وقرأ محتواها.
فيها قال الكاتب انه لا يعرف صاحب السيارة ولكنه يرجوه ان يقبل الصك الذي تتضمنه الرسالة وهو صك مدفوع من ورشة لاصلاح اطارات السيارات حيث ان كاتب الرسالة لاحظ ان اطارات السيارة التي تركت علي جانب الطريق بالية بما يعرض سائقها الي المخاطر ان لم يبدلها. وختم رسالته بأنه لا يريد من صاحب السيارة شيئا في المقابل سوي ان يصنع المعروف لأي انسان بحاجة الي المعروف من دون ان ينتظر مقابلا.
أما مصدر الحكمة الاولي فكان ابن شقيقتي الذي شهدت في صباي مولده وتابعت اطوار طفولته وشبابه وزواجه وابوته الي ان اصبح في قلبي الابن الذي لم انجب . يربط بيننا رباط من الثقة والمودة والحب العميق الذي لا تنفصم عراه مهما تغيرت الظروف . والاهم من ذلك انه يصغرني في العمر والتجربة ومع ذلك اتعلم منه الكثير عن الحلم والتسامح والثقة في رحمة الله.
اما اقصوصة الرجل واطار السيارة فقد نقلتها الي ابنتي التي حاولت جاهدة ان اورثها تفاؤلي المعتاد و فهمي للعلاقة بين الرحمة والعدل وكيف ان اختيارات المرء تحدد مساره في الدنيا والاخرة وأن عين الله ساهرة تنجينا من المهالك باساليب لا تخطر لنا علي بال. وربما كانت الاقصوصة التي نقلتها الي اشارة الي ان الله سبحانه وتعالي انقذ صاحب السيارة من موت محقق لو لم يبدل اطر سيارته فساق اليه عابر سبيل ممن تقضي بهم حوائج الناس.
وعليه اخترت لحظة مناسبة هذا الاسبوع لكي اعلمها جانبا مما علمني الله عن الرحمة . فقد كانت ابنتي في رحلة الي نيويورك تتعلق بعملها. وقبل سفرها كررت عليها اهمية ان تعود قبل اول ايام عيد الاضحي لكي تكون الاسرة مكتملة يوم الاحتفال بالعيد. ولم تخيب ظني. فقد عادت في ساعة مبكرة من أول ايام العيد. كان اول ايام العيد يوم جمعة. ومضي السبت ثم هب اعصار ساندي علي الساحل الشرقي للولايات المتحدة فدمر ما دمر واصبحت نيويورك في ظلام دامس والتنقل شبه مستحيل وهجر الناس بيوتهم واصبح الاتصال بالهاتف او بالانترنت شديد الصعوبة.
حين خلوت الي نفسي ادركت ان رحمة الله شملتني لأنها اعادت الي ابنتي في الوقت المناسب ونجتها من المهالك ونجتني من قلق كان يمكن ان يودي باستقراري النفسي . لو لم يكن اول ايام الاضحي هو الجمعة لامتدت رحلتها ولحرمتها العاصفة من فرصة العودة الي امان البيت والاسرة. ادركت ان نعم الله كثيرة ورحمته اوسع مما ندرك وأننا في كل لحظة من الحياة علي الارض نتمتع بنعم لا تعد ولا تحصي. وهذا ما قلته لها تعبيرا عن تقديري لقصة صاحب السيارة.
في حياة كل منا تجارب وقصص تعلمنا الفرق بين الخير والشر وبين الكرم وشح النفس وبين ستر العيوب والتفنن في الكشف عنها .
النعمة الكبري هي القلب الطيب الذي يبحث عن الخير اينما وجده فلا تكبر نفسك علي حساب غيرك بالبحث عن عيوبه وكأنك بلا عيوب.
فوزية سلامة
روابط هذه التدوينة قابلة للنسخ واللصق | |
URL | |
HTML | |
BBCode |
0 التعليقات:
إرسال تعليق